
سيارات | تراجعت
تراجعت مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا بوتيرة حادة خلال أغسطس، مع تباطؤ كبير للطلب في كل من ألمانيا وفرنسا، وفي ظل انخفاض مبيعات السيارات بصفة عامة في القارة العجوز.
وحسب بيانات صدرت عن جمعية مُصنّعي السيارات في أوروبا، هبطت مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل %43.9 في أغسطس، لتواصل التراجع للشهر الرابع على التوالي.
جاء ذلك بسبب هبوط مبيعات هذا النوع من المركبات بنسبة %68.8 في ألمانيا، وبنسبة %33.1 في فرنسا خلال الفترة نفسها، حسبما ورد في البيانات التي نقلتها وكالة «رويترز».
وفي المجمل، قالت الجمعية إن مبيعات السيارات الجديدة في الاتحاد الأوروبي تراجعت بنسبة %18.3 الشهر الماضي، لتسجل أدنى مستوى في 3 سنوات، مع هبوط بأكثر من %10 في مبيعات الأسواق الرئيسية، ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
ودعت الرابطة المفوضية الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، قبل تنفيذ أهداف الانبعاثات عام 2025، والتي قد تُكلف شركات السيارات مليارات اليوروهات من الغرامات، إذا فشلت في تحقيقها.
كافحت شركات السيارات الأوروبية بسبب انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية، بعد سحب الحكومات الحوافز المالية، التي جعلت تلك السيارات الباهظة الثمن أكثر سهولة. ومع تقلص حصة السوق للسيارات الكهربائية إلى %14 في أغسطس، مقارنة بأكثر من %15 في العام الماضي، بدأت الشركات في إعادة التفكير في استراتيجياتها وجداولها الزمنية، للانتقال بعيداً عن محركات الاحتراق الداخلي.
كان الانخفاض الأبرز في ألمانيا، التي تواجه سلسلة من التحديات في قلب صناعتها، حيث قامت شركة فولكس واجن، أكبر شركة لصناعة السيارات في القارة، بإلغاء اتفاقية عمل دامت لعقود، وتستعد لإغلاق مصانعها المحلية في ألمانيا لأول مرة بسبب تراجع الطلب. كما خفضت شركة بي إم دبليو توجيهات أرباحها السنوية جزئياً، بسبب تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية.
وفي أماكن أخرى، أجّلت شركة إنتل كورب بناء مصنع، كانت الحكومة الألمانية قد خصصت له إعانات قدرها 10 مليارات يورو (11.1 مليار دولار).
وكتب كونستانتين غال، رئيس قطاع التنقل في شركة الأبحاث «ايرنست يونغ» لغرب أوروبا، في مذكرة: «اقتصاد ألمانيا لا يكتسب زخماً، والمستهلكون، وكذلك المستثمرون، يتراجعون». و«التوترات الجيوسياسية والصراعات العنيفة تؤثر على الثقة».
تضع هذه التراجعات شركات السيارات، مثل «فولكس واجن» و«رينو»، في مواجهة خطر غرامات كبيرة، مع دخول قواعد انبعاثات الأسطول المشددة في الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ العام المقبل.
وفي بيانها، دعت «رابطة مصنعي السيارات الأوروبية» المفوضية الأوروبية إلى تقديم مراجعات اللوائح المخطط لها، لكنها لم تطلب تأجيلاً لمدة عامين لمعيار انبعاثات الأسطول الجديد، الذي يبلغ حوالي 95 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر لكل سيارة، وهو خيار قيد الدراسة، وفقاً لمسودة اقتراح حصلت عليه بلومبيرغ الأسبوع الماضي.
وتلك التطورات تضع أيضاً ضغوطاً على الموعد النهائي للاتحاد الأوروبي، لحظر فعلي لبيع السيارات الجديدة، التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، بحلول عام 2035، حيث تنقسم شركات السيارات الأوروبية بشأن كيفية المضي قدماً في مواجهة القواعد الجديدة الوشيكة.
كان السوق الرئيسي الوحيد، الذي شهد ارتفاعاً في مبيعات السيارات الكهربائية هو المملكة المتحدة، حيث ارتفعت المبيعات بنسبة %10.8.
في جميع أنحاء أوروبا، تراجعت تسجيلات السيارات الجديدة بنسبة %16.5 مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 755717 سيارة في أغسطس، مع تراجع أيضاً في فرنسا وإيطاليا.
النافذة اللوجستية