مقالة : للأستاذ زيد الجربا
خبير في التقنية والتحول الرقمي والإدارة وسلاسل الامداد والخدمات اللوجستية.
تلعب الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد دورًا رئيسًا ومهمًا في تطور عجلة التجارة والصناعة في أي دولة، كما تُعتبر شريان الحياة في إيصال البضائع من المصانع والمتاجر إلى الموردين ثم المستهلك النهائي. وتعاظم هذا الدور بشكل كبير مع التوسع في التجارة الإلكترونية والتطورات التقنية للثورة الصناعية الرابعة وإرهاصاتها على كافة الأصعدة في جميع نواحي الحياة، كما رأيناه جليًا خلال أزمة فيروس كورونا وتبعاتها التي سلطت الضوء على الدور الأساسي للخدمات اللوجستية في استمرار الحياة حيث كان هذا الدور خفي عن كثير من الناس عدا المختصين في هذا القطاع، وسارعت بردم الهوة بين الدول في نمو وتطور هذا القطاع الحيوي وعجلّت بكثير من الخطط الاستراتيجية بعيدة المدى والخدمات المستقبلية وقلًّصت الفترات الزمنية بشكلٍ كبير مما أحدث إرباك فعلي في هذا القطاع.
حيث يواجه القطاع اللوجستي الكثير من التحديات والمتغيرات التي تشغل بال الجميع وهي كيفية توصيل المنتج للعميل بأيسر وأسهل السبل وأرخص الأسعار التي تفرض نفسها بقوة على المستهلك النهائي، و أنه مع تسارع وتيرة الحياة قد رفع العميل من سقف توقعاته التي انعكست بدورها على الشركات التي تعمل في المجال اللوجستي لتلبية رغبات ومتطلبات العملاء بما يتناسب مع أحجام السوق والمنافسة العالية، مع كل ما سبق تتبلور الحاجة إلى التركيز على:
- التكامل بين الجهات التنظيمية والرقابية محليًا وإقليميًا في سبيل توفير خدمات ذات مستوى عالي يليق بالتوقعات ويساهم في تطوير تجربة المستخدم وتطلعاته.
- توفير بنية تحتية وتشريعية تتناسب مع سرعة التطور في هذا المجال.
- التكامل بين الشركات محليًا وإقليميًا للدخول بصفقات وشراكات رابح رابح.
- توحيد المنصات الإلكترونية لتوفير تجربة عميل مميزة.
- مواكبة التطورات والسرعة بالاستجابة للمتغيرات في هذه الصناعة على المستويات العالمية والإقليمية.
- تعزيز التعاون بين القطاع العام والخاص.
- تبني التقنيات والتوسع في استخداماتها على سبيل المثال لا الحصر “الذكاء الاصطناعي – الدرونز- الروبوت – السيارات ذاتية القيادة “
يقول أحد خبراء الصناعة اللوجستية: “إن حركة سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية المرتبطة بها شبيهه بالزئبق لا يمكن الإمساك به وحركته غير متوقعة،” حيث أن تغييرات بسيطة في الأسعار والتشريعات والتسهيلات أو عدم مواكبة التطوير قادرة على تغيير مسارات تجارية بأكملها من منطقة إلى منطقة أخرى، يجب أن يتم مواكبة التطورات كي تتناسب طردًا مع السرعة الحاصلة في هذه الصناعة الحيوية التي تساهم بجذب مزيد من الاستثمارات والنشاط الاقتصادي للدول وبالتالي المزيد من فرص العمل.