28 مارس، 2025

رؤية من قلب الميدان .. « تحولات جمركية عززت موقع المملكة اللوجستي . »

بقلم ✍ المستشار أحمد بن محمد باحبيشي رئيس لجنة المخلصين الجمركيين بالغرفة التجارية بجدة .

السعودية |

التطورات الجمركية في المملكة العربية السعودية: التحول الرقمي وتسريع التخليص الجمركي

تحولات جمركية تعزز موقع المملكة اللوجستي

شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة تحولات جوهرية في العمل الجمركي، بفضل جهود التطوير المستمرة التي تهدف إلى تسريع وتسهيل عمليات الاستيراد والتصدير، وتعزيز موقع المملكة كمركز لوجستي عالمي. وبصفتي رئيس لجنة المخلصين الجمركيين بالغرفة التجارية والصناعية بجدة، ومن خلال خبرة أسرية تمتد لأكثر من 50 عامًا في مجال التخليص الجمركي، كنت شاهدًا على هذه التغييرات المهمة.

أبرز التحولات في العمل الجمركي

1- التحول الرقمي والتقنيات المتقدمة

تسارعت خطوات الرقمنة في هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية، حيث تم تنفيذ مشاريع متطورة ساهمت في تسهيل العمليات الجمركية، منها:

  • أتمتة المستندات الجمركية: تم تطبيق أنظمة إلكترونية متكاملة في المنافذ الجمركية، مما أدى إلى تقليل الحاجة للمعاملات الورقية.
  • تقليص عدد المستندات المطلوبة للاستيراد والتصدير: ساهم هذا التطور في تقليل المدة الزمنية للإجراءات وتسهيل عمليات التخليص الجمركي.
  • إطلاق منصة “فسح” : نافذة إلكترونية موحدة تتيح لجميع الجهات ذات العلاقة إتمام عمليات التخليص الجمركي بسلاسة وكفاءة.
  • الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات: تم اعتماد أنظمة ذكية لتحليل المخاطر وتسهيل الفسح السريع للبضائع منخفضة المخاطر.
  • التكامل مع الجهات الحكومية: تم ربط الأنظمة الجمركية بجهات مثل الهيئة العامة للغذاء والدواء ووزارة التجارة و الجهات ذات العلاقة لتسريع الأداء.

2- مراحل تسريع عمليات الفسح الجمركي وتحسين إجراءات المعاينة

شهدت عمليات الفسح الجمركي تطورًا كبيرًا من خلال تنفيذ مراحل متعددة لتحقيق أعلى درجات الكفاءة وتسريع التخليص الجمركي:

  • الفسح خلال 24 ساعة: كان خطوة كبيرة نحو تقليل زمن بقاء البضائع في المنافذ وتحسين كفاءة العمليات.
  • الفسح خلال ساعتين: المرحلة الأحدث التي أدت إلى تسريع الإجراءات الجمركية بشكل غير مسبوق، بفضل التكامل الإلكتروني وتطور آليات الفحص الجمركي.
  • تقنية المسح الإشعاعي (X-ray): فحص الشحنات باستخدام أنظمة حديثة توفر دقة أعلى وسرعة أكبر في المعاينة، مما يسهم في تسريع إجراءات الفسح الجمركي.

3- تسهيل التجارة وتحفيز الاستثمار

  • برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد (AEO): منح الشركات الملتزمة تسهيلات جمركية مثل الأولوية في الفسح وتقليل نسبة التفتيش.
  • إلغاء بعض القيود الجمركية.

4- التكامل بين القطاعين العام والخاص

لم يكن هذا التطور ليحدث دون التعاون الوثيق بين هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية والقطاع الخاص، ممثلًا في الغرف التجارية، المستوردين والمصدرين، المخلصين الجمركيين، شركات الملاحة، وشركات النقل.

وقد تمت دعوة أصحاب الخبرة للمشاركة في اقتراح التحسينات، مما ساهم في تطوير الأنظمة وتحقيق مستويات عالية من الكفاءة في العمل الجمركي. وكلنا ثقة بأن هذا التعاون سيستمر لضمان التحسين المستمر وإزالة التحديات التي قد تعيق التقدم.

5- تعزيز الشفافية ومكافحة التهريب

تعزيز الشفافية والرقابة الجمركية من خلال تطوير أنظمة الفحص الأمني، والاستفادة من التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، للكشف المبكر عن المخاطر المحتملة في الشحنات.

كما يتم العمل على تطبيق إجراءات تتبع دقيقة والتنسيق مع الجهات المعنية، بهدف رفع كفاءة الرقابة الجمركية، وتقليل المخالفات، وضمان الامتثال الكامل للأنظمة الجمركية.

رؤية مستقبلية للعمل الجمركي

التطورات الكبيرة التي شهدتها الإجراءات الجمركية في المملكة العربية السعودية جعلت من عمليات التخليص الجمركي أكثر سرعة وكفاءة، مما يعزز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي. ومع استمرار جهود التحديث والتطوير، فإن مستقبل العمل الجمركي في المملكة يبدو أكثر تطورًا وابتكارًا.

النافذة اللوجستية

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on telegram
Telegram
Share on whatsapp
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأقسام

الإشتراك في النشرة البريدية