الكاتب : محمد بن فهد الحلوان
باحث دكتوراه وخبير في منظومة الإمداد والخدمات اللوجستية.
في ظل التطور الصناعي الهائل على هذه البسيطة والتوجهات العالمية لرفع كفاءة الصناعة وأيضا الصراع الكبير بين عمالقة الدول الصناعية واخص بالذكر هنا الولايات المتحدة والصين والحرب الباردة القائمة منذ سنوات لاعتلاء الهرم وتصدر المشهد الاقتصادي فلابد هنا من (مكملات) صناعية تجارية تقنية تساهم في تعزيز الصناعة وانتشارها حيث بدونها لن يكتمل التطور ولن تستطيع الدول المتصارعة من الوصول للهدف المنشود. المملكة العربية السعودية تمتلك نسبة كبيره وكبيرة جدا من (المكملات) الاقتصادية بل وأيضا المملكة تتجه الان للتصنيع وتنويع الاقتصاد لترتقي لمصاف الدول المتقدمة ذات الصادرات القيمة والمهمة لتطور الحياه وجودتها من جانب والى أيضا الحفاط على الحياه من جانب آخر.
عند الحديث عن الخدمات اللوجستية في بلدي العظيم فنجد ان المملكة في الواقع ارض خصبة جدا لمستقبلها وسوف اتطرق هنا من ثلاث جوانب مهمة لتبيان هذا الواقع وهي:
الموقع الجغرافي – البنية التحتية – الاستثمار في التقنية الحديثة
الموقع الجغــرافي
لن اكرر ما درسناه وما قيل سابقا ان للمملكة موقع استراتيجي وانها الرابط بين ثلاث قارات بل سوف يكون حديثي هنا من جانب جغرافي اقتصادي سياسي وما اثر الموقع الجغرافي في تبيان حقيقة ان المملكة ارض خصبة لمستقبل الخدمات اللوجستية .. الكل يعلم مدى أهمية المملكة اقتصاديا وماتحتويه من ثروات خص الله بها هذا البلد العظيم وخصوصا النفط
والغاز والمعادن وتوافرها ولله الحمد بكميات هائلة في عدة مواقع والاهم من ذلك هو كيفية التعاطي مع هذه الثروات اقتصاديا والقدرة على ادارتها بشكل يجعل المملكة محط انظار العالم اقتصاديا.. الشرق الأوسط كموقع استراتيجي مهم لعبور السلع والمنتجات والمملكة كموقع استراتيجي اخذت نصيب الأسد من الشرق الأوسط (مساحتة وموقع) لذلك للمملكة اثر اقتصادي خصوصا فيما يخص صادراتها للشرق والغرب والتحديات السياسية التي تواجه الخدمات اللوجستية في تحركاتها شرقا وغربا ولكن الإدارة الجيوسياسية بالمملكة اثمرت في تسهيل وتسخير الإمكانيات للخدمات اللوجستية وبالتالي هناك تأثير إيجابي على الاقتصاد بشكل عام … ولانغفل عن ان الموقع الاستراتيجي للمملكة القريب من الأسواق العالمية سوف يكون محط انظار العالم وسوف هناك تغيير ثقافي اقتصادي بسبب إعادة التفكير بأهمية الموقع الجغرافي للمملكة ومساحتها الكبيره خصوصا بعد التغييرات والتطورات خلال الخمس سنوات الاخيره بموجب روية سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أولى اهتمام منقطع النظير في الاستفادة اللوجستية من الموقع الجغرافي لذلك المستقبل المتوقع للخدمات اللوجستية بالمنطقة سوف يكون بأذن الله عامل اقتصادي ومصدر دخل كبير للمملكة بحول الله وقوته.
البنية التحتية
بعد الحديث عن الموقع الجغرافي لابد من التطرق الى أهمية البنية التحتية في كونها عامل مهم لتكون المملكة ارض خصبة لمستقبل الخدمات اللوجستية .. ولله الحمد المملكة من كبريات الدول التي تستثمر مواردها اللوجستية البرية والبحرية والجوية وتدعم تطويرها وبالتالي تسخير الإمكانيات الصناعية للوصول للمبتغى .. حيث أنشأت المملكة برنامجا مهما يعنى بالاهتمام والمراجعة والبحث والربط المؤسسي وهو برنامج تطوير الصناعة والخدمات اللوجتسية (ندلب) يهدف الى تسخير الإمكانيات للمضي قدما بتطوير الصناعة ورفع كفاءة الخدمات اللوجستية من جميع الجوانب سواءا التشريعية او التنفيذية.. وأيضا انشاء ودعم الهيئات الحكومية ذات العلاقة مثل هيئة النقل العام, الهيئة العامة للموانئ, هيئة الطيران المدني وعلى رأسهم طبعا وزارة النقل والخدمات اللوجستية. وهناك أيضا هيئة الزكاة والضريبة والجمارك لتنظيم العمل بين جميع الموانئ فيما يخص الواردات للمملكة والاسهام في رفع الدخل والاستفادة القصوى من التجارة الدولية.
البنية التحتية في المملكة ساهمت وسوف تساهم بشكل اكبر في تطور الخدمات اللوجستية وبالتالي رفع تصنيف المملكة الاقتصادي واللوجستي عالميا لذلك نرى توجهات قوية وصادقة لدعم الموانئ البحرية وزيادة السعة وتواجدها في عدة أماكن سواءا على الخليج العربي او البحر الأحمر وأيضا الاهتمام وتطوير الميناء الجاف في مدينة الرياض..
وفيما يخص النقل البري نرى العمل على قدم وساق لانشاء سكك حديدية تربط شرق المملكة بغربها وشمالها بجنوبها مما يسهل تدفق السلع والبضائع والاهتمام أيضا بالنقل العام وتوافر الناقلات بشكل كبير لتسهيل ربط الموانئ بجمع أنواعها.
النقل الجوي احد أعمدة التطور فهناك عمل دؤوب لتطوير المطارات وسن الأنظمة والتشريعات المناسبة لهذا التطور حيث تم انشاء شركة مطارات القابضة لأدارة وانشاء مطارات في عدة مدن بالمملكة وتخصيص المطارات لتكون عائد مهم وتسرع من وتيرة التطور ومواكبة التسارع الكبير عالميا وأيضا السعي وراء زيادة اعداد المسافرين حيث ان العائد هنا لوجستي ويتعدى ذلك ليكون سياحي لدعم السياحة احد روافد رؤية 2030 .
ونرى اهتمام الدولة حفظها الله بالخدمات اللوجستية ويتضح جليا في تغيير مسمى وزارة النقل الى وزارة النقل والخدمات اللوجستية ماهو الا اثبات للدعم اللامحدود لرفع كفاءة الخدمات اللوجستية والاهتمام بتطويرها وتبيان أهميتها للحياه بشكل عام.. ولا يقتصر ذلك على الاهتمام بالتشريعات والاهتمام المادي فقط بل أيضا الاهتمام بالكوادر وتوطين الخدمات اللوجستية وخلق وظائف والاهتمام بجيل يبدع في مجال الخدمات اللوجستية بجميع جوانبة ولعل انشاء الاكاديمية السعودية للخدمات اللوجستية سوف يساهم في بزوغ فجر جديد في عالم الكوادر اللوجستية وجيل جديد يملك الموهبة والخبره معا لاستمرار العمل والتفكير خارج الصندوق ومواكبة التطورات السريعة لتكون المملكة دائما في مصاف الدول المتقدمة.
الاستثمار في التقنية الحديثة
اولت المملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا بالاستثمار في التقنية الحديثة والاستفادة منها في جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولذك نرى ان المملكة ولله الحمد سباقة في هذا المجال وان العمل الذي تقوم به وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عمل جبار على جميع الأصعدة.
هنا سوف أتكلم عن دور التقنية الحديثة في جعل المملكة ارض خصبة لمستقبل الخدمات اللوجستية حيث استفادت المملكة من التطور الهائل في عالم التكنولوجيا وكيفية تطبيقها على واقع الخدمات اللوجستية بالمملكة بشكل سريع فنرى ان التشريعات والسياسات التي كانت تعتمد على الورق والقلم وتأخذ وقتا أطول قد أصبحت الان من الماضي وان كل شي تمت اتمتته وبالتالي هناك تسهيل وتسخير وتوفير وقت ومال وجهد في صالح مستقبل الخدمات اللوجستية.
حيث نرى ربط متكامل بين الموانئ ونرى تسهيل في مهمة الفسح (تعاون عدة جهات) ونرى تقنين المراجعات والربط التقني بين العميل والمورد وبالتالي تقليل المخاطر وسهولة في النقل والتحركات وعند الحديث عن ذلك واثباته فالارقام افضل طريقة للاثبات حيث نرى تصاعد كبير في ارقام إنجازات الربط التقني ونذكر بعض منها:
نمو عدد الحاويات التي تم تداولها في موانئ المملكة الى 3,6 مليون حاوية وبلغ اجمالي طن البضائع الى 138 مليون طن بنسبة مرتفعة عن السنوات السابقة.
- زيادة التراخيص لشركات عالمية في مجال نقل الطرود في المراحل النهائية حيث سيسهم في استثمارات بقيمة 6 مليار ريال.
- تصدر المملكة قائمة دول مجموعة العشرين في التنافسية الرقمية جائزة غير مسبوقة.
- تحقيق المملكة للمرتبة الخامسة بمؤشر اسرع الدول في التعامل مع السفن والحاويات.
- تقدم مطارات المملكة عدة مراكز على مستوى العالم في تطور المطارات وأنظمة السلامه بها.
الإنجازات ولله الحمد كبيره ذكرت بعضها فيما يخص الاستثمار في التقنية الحديثة واثرها على مستقبل الخدمات اللوجستية.
بعد الحديث عن العناصر الثلاثة المهمة لجعل المملكة العربية السعودية ارض خصبة لمستقبل الخدمات اللوجستية أرى والعلم عند الباري سبحانه سوف يكون هناك سيل من التطورات والإنجازات وسوف تكون المملكة جاذبة بشكل اكبر وبنسبة تفوق التوقعات للشركات العالمية لتؤسس مقرا لها مما يكون له عائد كبير وضخم للمملكة بحول الله وقوته.
دمتم بود