7 أبريل، 2025

شركات الشحن تتراجع عن شراء السفن الصينية في ظل تهديدات الرسوم الجمركية

سفن | يشهد سوق السفن العالمية تحولاً لافتاً مع تراجع ملحوظ في شراء ناقلات البضائع الجافة المصنوعة في الصين. على وقع تصاعد التوترات التجارية واحتمال فرض رسوم جمركية أميركية غير مسبوقة على هذه السفن. فقد أصبح الحذر سيد الموقف. وبدأت شركات الشحن تتحول نحو البدائل اليابانية والكورية. في ظل حالة ترقب لما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيمضي قدماً في تنفيذ سياسات تجارية قد تقلب موازين القطاع. ويكون شركات الشحن تتراجع عن شراء السفن الصينية في ظل تهديدات الرسوم الأميركية.

خلال شهر مارس، لم تبع سوى أربع سفن صينية الصنع في سوق السفن المستعملة. وهو أدنى مستوى يسجل منذ عام 2022 على الأقل، بحسب بيانات “كلاركسون ريسيرتش سيرفيسز. هذا الرقم يمثل نحو خمس المعاملات الشهرية المعتادة. في حين ظل الطلب على السفن اليابانية والكورية مستقراً، مما يؤكد بدء تحوّل حقيقي في تفضيلات الشراء.

السبب الرئيسي لهذا الانكماش يعود إلى المقترحات الأميركية الجديدة التي قد تفرض رسومًا تصل إلى 3.5 مليون دولار على كل سفينة تزور الموانئ الأميركية إذا كانت مصنوعة في الصين. هذا الاحتمال دفع شركات الشحن والمستأجرين إلى إعادة النظر في عقود الإيجار تحسباً لتكاليف إضافية ضخمة قد تفرض بين لحظة مغادرة السفينة وحتى وصولها إلى الميناء الأميركي.

وتشير تحليلات السوق إلى أن السفن اليابانية أصبحت أكثر جاذبية، ليس فقط بسبب تجنب المخاطر المحتملة. بل أيضاً نتيجة تراجع أسعار السفن الصينية. فبيانات كلاركسون أظهرت أن سفينة صينية بيعت مؤخراً بسعر يقل بنحو 5.8 مليون دولار عن نظيرتها اليابانية. مقارنة بخصم سابق قدره 4.8 مليون دولار فقط، مما يعكس اتساع الفجوة السعرية.

لكن رغم هذا التراجع، لم تتأثر جميع أنواع السفن بنفس القدر. فالسفن الضخمة من فئة كابسايز، التي لا تزور الموانئ الأميركية بشكل متكرر، لم تشهد تغيراً كبيراً في الطلب. ما يجعلها خياراً مغرياً للفاعلين الذين يركزون على طرق التجارة خارج أميركا.

تراجع الطلب على بناء السفن

وفيما يخص سوق بناء السفن الجديدة، فإن التباطؤ الصيني يزداد وضوحاً. فبحسب بلال مفتو أوغلو من هاو روبنسون بارتنرز. لم تسجل سوى طلبية واحدة لسفينة من فئة هانديسايز في فبراير. ولا أي طلب مؤكد في مارس، مقارنة بـ21 طلباً للسفن من نفس الفئة في اليابان خلال الربع الأول من العام.

التحول الحاصل في السوق لا يُعد فقط استجابة لعوامل اقتصادية، بل أيضاً لإشارات سياسية واضحة، تؤكد أن قطاع الشحن بات في قلب النزاع التجاري العالمي.

النافذة اللوجستية

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn
Share on telegram
Telegram
Share on whatsapp
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأقسام

الإشتراك في النشرة البريدية