
سوريا | تعمل وزارة النقل على إعداد سياسة وطنية في مجال النقل البري، وذلك من خلال الخطط المحلية والاتفاقات الدولية والاجتماعات المتخصصة، ومنها الاجتماع السنوي الذي عقدته الهيئة العامة لاتحاد شركات شحن البضائع الدولي في سورية بحضور وزير النقل الدكتور المهندس “يعرب بدر”، ويمثل الاجتماع خطوة على طريق إعادة هيكلة قطاع النقل في سوريا بالنظر إلى مجريات الاجتماع ومخرجاته.
اتحاد شركات شحن البضائع الدولي
يضم الاتحاد عددا من شركات الشحن بإشراف وزارة النقل، وعقد اجتماعه في 16/9/2025 في قاعة الأمويين- فندق الشام. والذي تميز بحضور واسع شمل ممثلين عن القطاعين العام والخاص، وهيئات عربية ودولية، وسفراء من دول الجوار، في خطوة وُصفت بأنّها محورية لإعادة هيكلة قطاع النقل السوري بعد سنوات من التحديات.
خارطة طريق وطنية وتحديث للتشريعات
الوزير “يعرب بدر” وفي كلمته الافتتاحية استعرض أبرز التحديات التي تواجه قطاع النقل في سورية، والمتمثلة في:
- قِدم أسطول الشاحنات.
- العمل الفردي غير المنظم.
مؤكداً أنّ الوزارة بصدد إعداد سياسة وطنية شاملة تتضمن:
_ تحديث التشريعات الناظمة لعمل الشحن والنقل.
_ إنشاء هيئة ناظمة مستقلة تُشرف على القطاع.
_ إطلاق منصة إلكترونية وطنية لربط الناقلين بالمستفيدين.
_ تحفيز تجديد الأسطول وفق معايير السلامة والكفاءة البيئية.
وأشار الوزير إلى أنّ دعم السائقين ومالكي الشاحنات يشكّل أولوية في المرحلة القادمة، لضمان استمرارية هذا القطاع في ظل الظروف الإقليمية والدولية.
مرحلة جديدة للشحن البري في سورية
من جهته أكد رئيس اتحاد شركات شحن البضائع السيد “صالح كيشور” أنّ انعقاد هذا الاجتماع يمثّل “مرحلة جديدة بعد التحرير”، لافتاً إلى أنّ الاتحاد يعمل على إزالة العقبات التي تعيق العمل اللوجستي، بالتعاون مع الجهات المعنية.
وقال كيشور: “النقل هو عصب الاقتصاد الوطني، وتنظيمه يسهم في إعادة بناء قطاعات الصناعة والتجارة والاستثمار”.
شراكات استراتيجية واهتمام دولي متزايد
أبدت السيدة “خلود الحلبي” خازن الاتحاد وممثلة شركة DHL في سورية تفاؤلها بمستقبل القطاع، مؤكدة على أهمية تطوير البنية التحتية للنقل متعدد الوسائط، وضرورة تعزيز شبكة السكك الحديدية، والعمل على توحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص.
كما شهد الاجتماع حضوراً دولياً فاعلاً، حيث أكد السفير التركي في دمشق “برهان كورغلو” أهمية المؤتمر كمنصة لتعزيز التكامل الإقليمي، في حين شدد ممثلو النقابات الأردنية على أهمية التعاون السوري الأردني في تطوير التجارة والنقل البري.
توقيع اتفاق ثلاثي لدعم التعاون الإقليمي
ضمن فعاليات الاجتماع تم توقيع اتفاق تعاون ثلاثي بين:
- الاتحاد السوري لشركات نقل البضائع
- هيئة النقل التركية (UND)
- النقابة اللوجستية الأردنية (JLA)
إذ يهدف الاتفاق إلى تعزيز التعاون في مجالات الشحن والنقل البري والخدمات اللوجستية، وتطوير آليات العمل المشترك بين الجهات المعنية في الدول الثلاث.
محاور استراتيجية- تطوير وتدريب وربط إقليمي
ركزت الجلسات النقاشية في المؤتمر على جملة من القضايا الجوهرية، أبرزها:
_ تحديث الأسطول الوطني وتخفيض تكاليف التشغيل.
_ رفع كفاءة الخدمات اللوجستية وتعزيز المشاركة في الاتفاقيات الدولية.
_ دعم الكوادر الوطنية وتأهيلها وفق أحدث المعايير.
_ تحويل سورية إلى محور لوجستي إقليمي ودولي.
مباحثات لتيسير إجراءات العبور
عقب المؤتمر استكمالاً لمخرجاته
بحث وزير النقل الدكتور “يعرب بدر” مع اتحاد شركات الشحن التركي (UND) سبل تسهيل حركة العبور المتبادل للشاحنات بين سوريا وتركيا، بهدف الوصول إلى صيغة تتيح النقل المتبادل عبر تسهيلات توفّر الوقت في التفريغ والتحميل على الحدود.
400 شاحنة يومياً تتوافد إلى معبر دولي واحد
أوضح ممثلو الاتحاد أنّ نحو 400 شاحنة تركية يتم تفريغها يومياً على الحدود عند معبر باب الهوى، ليتم نقل البضائع عبر شاحنات سورية إلى داخل سورية إلى مقاصدها، مايتيح فرص عمل للشاحنات السورية ويخفف من معاناتهم ريثما يتم التوصل لصيغة عمل مشتركة مع دول الجوار تؤسس لنقل دولي وإقليمي متكامل.
يسهم قطاع النقل بما بين 9% إلى 15% من الناتج المحلي الإجمالي، ويعد من الروافد الأساسية للاقتصاد الوطني، كما يوفر آلاف فرص العمل، ما يجعل هذا القطاع مرتبطا بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الموقع الجيوسياسي للجمهورية العربية السورية.
النافذة اللوجستية









