سوريا | أعلنت شركة “لوفتهانزا تكنيك”، المزوّد العالمي لخدمات الصيانة والإصلاح والعَمرة، وشركة إلكترونيات الطيران والدفاع الألمانية “هينسولت” عن إطلاق جيل جديد من أجهزة تسجيل بيانات الرحلات على متن الطائرات، والمعروفة بـ “الصندوق الأسود”، لتركيبها في طائرات “إيرباص” الجديدة من فئة “A350″، حيث توفر الأنظمة الجديدة تحسينات كبيرة مقارنة بأجهزة تسجيل صوت قمرة القيادة وبيانات الرحلة (CVR/FDR) السابقة.
ما هو الصندوق الأسود؟
ما يُعرف بـ “الصندوق الأسود” هو في الحقيقة جهاز يتكون من عنصرين أساسيين، هما مسجل بيانات الرحلة (FDR) ومسجل صوت قمرة القيادة (CVR). ويؤدي كل منهما دورًا حاسمًا في تحديد أسباب الحوادث الجوية. ويوضح ديفيد إيسر، خبير الطيران بجامعة إمبري ريدل في فلوريدا، أن “مسجل البيانات يخبرك بما حدث، أما مسجل الصوت فيكشف لك لماذا حدث ذلك”.
ويُثبت مسجل البيانات عادة في مؤخرة الطائرة، وهي من أكثر الأجزاء مقاومة للتدمير عند وقوع الحوادث، بينما يُوضع مسجل الصوت في قمرة القيادة، لالتقاط الحوارات بين الطيارين والأصوات المحيطة مثل التنبيهات أو أصوات المحركات، كما أن كلاً من المسجلين مزود بمنارة تبعث إشارات صوتية تحت الماء لتسهيل عملية البحث.
ورغم تسميته بـ”الصندوق الأسود”، إلا أن هذا الجهاز عادة ما يكون مطلياً باللون البرتقالي الفاقع لسهولة تمييزه وسط حطام الطائرات.
تفرض المتطلبات القانونية الصارمة في الولايات المتحدة الأمريكية على الطائرات التجارية ضمان تسجيل البيانات لفترة أطول في المستقبل، ليس فقط بالنسبة لمسجل بيانات الرحلة (FDR)، ولكن أيضًا بالنسبة لتسجيلات صوت قمرة القيادة (CVR): بدلاً من ساعتين كما في الماضي، يجب الآن على كلتا الوحدتين تخزين البيانات المسجلة لمدة لا تقل عن 25 ساعة قبل أن يتم استبدالها.
ينطبق هذا الشرط الجديد بشكل خاص على مسجل صوت قمرة القيادة (CVR) وتم اتخاذه كجزء من قانون إعادة تفويض هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) لعام 2024. كما يجب تجهيز الطائرات في الولايات المتحدة المزودة حاليًا بتقنية التسجيل القديمة بالمعيار الجديد بحلول عام 2030 على أبعد تقدير. وقد تحذو السلطات في مناطق أخرى من العالم حذوها قريبًا.
هذه المتطلبات الجديدة هي بالضبط الهدف من تطوير جيل جديد من مسجلات بيانات الطيران ضمن سلسلة SferiRec، التي تصنعها شركة هينسولت وتوزعها حصريًا شركة لوفتهانزا تكنيك. فهي لا تفي بالمتطلبات التنظيمية الأكثر صرامة فحسب، بل تتجاوزها بكثير. بينما يخزن مسجل محادثات قمرة القيادة الجديد ما يصل إلى 45 ساعة من محادثات قمرة القيادة وما يصل إلى 170 ساعة من ما يسمى بتسجيلات ربط البيانات (الرسائل النصية بين الطائرة والقاعدة الأرضية)، فإن مسجل بيانات الرحلة الجديد لديه سعة تصل إلى 1600 ساعة. تتمتع هينسولت بخبرة تقارب 40 عامًا في مجال مسجلات بيانات الطيران، خاصة للتطبيقات العسكرية.
ومن المزايا الرئيسية الأخرى للجيل الجديد أن أجهزة التسجيل يمكن أن تظل مثبتة بشكل دائم في الطائرة ومتصلة بها لقراءة البيانات المسجلة. وقد أصبح ذلك ممكناً بفضل معدات خاصة، يمكن تثبيت برنامجها على جهاز كمبيوتر محمول عادي، ولا تتطلب أي أجهزة إضافية، وهي متاحة لاستخراج بيانات كل من مسجل بيانات الرحلة (FDR) ومسجل صوت قمرة القيادة (CVR).
